جيمس كلايتون
Role,بي بي سي نيوز نايت
27 مايو/ أيار 2024
كانت سارة بحاجة إلى بعض الشوكولاتة لذا دخلت إلى متجر محلي، “وفي أقل من دقيقة، اقترب مني عامل متجر وقال لي: “أنتِ لصة، عليكِ مغادرة المتجر”.
اتُهمت سارة – التي طلبت عدم الكشف عن هويتها – بالخطأ بعد أن تم الإبلاغ عنها بواسطة نظام التعرف على الوجه المسمى فيس ووتش، Facewatch.
وقالت إنه بعد تفتيش حقيبتها، أُخرجت من المتجر، وقيل لها إنها ممنوعة من دخول جميع المتاجر التي تستخدم هذه التكنولوجيا.
“كنت أبكي وأبكي طوال طريقي إلى المنزل، وفكرت: “هل ستعود حياتي كما كانت؟ سيُنظر إليَّ على أنني لصة، في حين أنني لم أسرق قط”.
وفي وقت لاحق راسل نظام فيس ووتش سارة وأقر بأنه ارتكب خطأً.
ويُستخدم فيس ووتش في العديد من المتاجر في المملكة المتحدة – بما في ذلك بدجنز وسبورتس دايركت وكوست كاتر – للتعرف على سارقي المتاجر.
ورفضت الشركة التعليق على قضية سارة لبي بي سي، لكنها قالت إن تقنيتها ساعدت في منع الجريمة وحماية العاملين في الخطوط الأمامية، كما رفض المتجر التعليق.
ولا يقتصر الأمر على تجار التجزئة الذين يتجهون إلى التكنولوجيا، ففي يوم ماطر في منطقة بيثنال جرين، شرق لندن، انضممنا إلى الشرطة عندما أوقفت شاحنة بيضاء بعد تعديل شكلها في شارع رئيسي.
التقطت الكاميرات المثبتة على سطح الشاحنة آلاف الصور لوجوه الناس.
وفي حال مطابقة الأشخاص المدرجين في قائمة مراقبة الشرطة، فسيتحدث الضباط معهم وربما يعتقلونهم.
وتشبه إشارات التكنولوجيا للتعرف على الوجوه ما يحدث عند الشراء من السوبر ماركت – حيث يصبح وجهك مثل الشفرة الرقمية (باركود) يتم مسحها عبر الكاميرات.
في اليوم الذي كنا نصور فيه، قالت شرطة العاصمة إنها اعتقلت ستة أشخاص بمساعدة التكنولوجيا، من بينهم شخصان انتهكا شروط أوامر منع الأذى الجنسي، ورجل مطلوب لإيذاء جسدي خطير، وشخص مطلوب بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة.
وقال ليندسي تشيسويك، المدير في شرطة العاصمة، لبي بي سي إن سرعة التكنولوجيا كانت مفيدة للغاية.
“تستغرق التكنولوجيا أقل من ثانية لإنشاء صورة بيومترية (نظام إلكتروني يعتمد على الخصائص البيولوجية لدى كل إنسان) لوجه الشخص وتقييمها مقابل قائمة المراقبة المخصصة وحذفها تلقائياً في حالة عدم وجود تطابق”.
وتحدثت بي بي سي مع العديد من الأشخاص الذين اتصلت بهم الشرطة وأكدوا أن النظام تعرف عليهم بشكل صحيح، واعتقل 192 شخصًا حتى الآن هذا العام نتيجة لذلك.
وأبدت جماعات الحرية المدنية قلقها من نظام التعرف على الوجه بسبب عدم التأكد من دقته بشكل كامل، مشيرة إلى حالات مثل حالة شون تومسون.
لم يفكر تومسون، الذي يعمل في مجموعة Streetfathers للدفاع عن الشباب، في الأمر كثيراً عندما سار بجوار شاحنة بيضاء بالقرب من جسر لندن في فبراير.
لكن في غضون ثوانٍ قليلة، اقتربت منه الشرطة وأخبرته أنه رجل مطلوب.
“عندها تلقيت دفعة على كتفي قائلةً في ذلك الوقت إنني مطلوب”.
وطُلب منه أخذ بصمات الأصابع واحتجز لمدة 20 دقيقة، ويقول تومسون إنه لم يُطلق سراحه إلا بعد تسليم نسخة من جواز سفره.
في مجال الحرية المدنية ــ دولة المراقبة الجماعية على الطريقة الصينية.
يرفض المؤيدون مثل هذه التوقعات الرهيبة باعتبارها مبالَغاً فيها.
ومن الواضح أيضاً أن هناك الكثير من الناس على استعداد لتحمل إجراء مسح لوجوههم – إذا كان ذلك يعني شوارع أكثر أماناً.