لقد أصبحنا اليوم نلاحظ بأن هناك فرق شاسع بين الغني والفقير في المجتمع، وهذا ليس أن الفقر أو الغنى وليد اللحظة لا بل لكثرة وسائل الإعلام التي نرى من خلالها كل يوم؛ فلان يملك ثروت تقدر بكذا.. وهناك عدد من الضحايا يموتون جراء الفقر. فالأغنياء أغنياء جداً، والفقراء وضعهم سيئ للغاية، فهناك بون شاسع بين الفئتين، وكما أن الفقراء يشكلون نسبة كبيرة من سكان العالم، والفرق بين الفقراء والأغنياء أساسه المال بالدرجة الأولى لكنه سيتولد عنه أمور أخرى كالفرق بينهم في مستوى التعليم والصحة والحياة الكريمة وكذلك الدين وهو ما سنتحدث عنه. عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه من الفقراء: “يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: “أوَليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن لكم بكل تسبيحةٍ صدقةً، وكل تكبيرةٍ صدقةً، وكل تحميدةٍ صدقةً، وكل تهليلةٍ صدقةً، وأمرٍ بالمعروف صدقةً، ونهيٍ عن منكرٍ صدقةً، وفي بُضْعِ أحدكم صدقةً”، فبعدما أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى طرق أخرى كي يتساو مع الأغنياء في الأعمال الصالحة، ومع ذلك حينما سألوا عن بديل الصدقات التي يتميز بها الأغنياء في ثقل أعمالهم يوم القيامة، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. فإذا كان الصحابة يتنافسون فيما بينهم في الأعمال الصالحة واستباق إلى الخيرات سواء الأغنياء منهم أو الفقراء، لكن فقراء اليوم يتنافسون من أجل المال والامور الدنيوية، فلقد انشغل اكثر الفقراء بالمصالح الدنيوية عن العبادة، وكسبها الاغنياء، هناك مصطلح انشتر في الآونة الاخيرة يمدح الاغنياء بالقول: بان فلان كسبها دين ودنيا..!
” ولقد تفرغ اغرب الاغنياء وفازوا في منافسة ومزاحمة الفقراء على الآخرة، بينما الفقراء مشغولون بالانشغال في الدنيا والركض خلف شهواتها وملذاتها التي لم يبلغون منه شيئا، او تجدهم منهمكون في اعمالهم الروتينة التي ابعدتهم كل البعد عن الطاعة والذكر والصدقة ومنافسة الاغنياء، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، وقال صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر ومن عذاب القبر، واوصلى بترديدها صباح كل يوم ثلاث مرات،… !!
فلقد عظمة مسالة الفقر وتساوت بالكفر وبعذاب الم قبر